رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباحث مصطفي العدوي يناقش "فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية" بصالون علمانيون

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يحل الباحث في العلوم الطبيعية مصطفي العدوي، في السابعة من مساء، اليوم الثلاثاء٬ في ضيافة أمسية جديدة٬ من أمسيات صالون علمانيون٬ ولقاء مفتوح لمناقشة وعرض ترجمته لكتاب، "فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية"، والصادر عن دار آفاق للنشر والتوزيع، ومن تأليف نيلز بور. وذلك بمقر الصالون الكائن 33 قصر النيل عمارة دار الكتاب اللبناني.

ومما جاء علي الغلاف الأخير لكتاب "فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية" نقرأ: "ويعد "نيلز بور" العالم الدنماركي الأشهر أحد الآباء المؤسسين لعلم ميكانيكا الكم، هو أول من أدخل النموذج الشمسي في فهم الذرة. لكن إبداعه الشخصي لم يتوقف عند نقطة تفسيره لطيف ذرة الهيدروجين وتصور مدارات الإلكترونات حول نواة الذرة، لكنه خلف مكتبة كبيرة ناقش فيها الكثير من الأفكار والفلسفات وراء العمل الضخم المعروف باسم ميكانيكا الكم أو (الميكانيك الكمومي).

من ضمن هذه القضايا ما عرف باسم تفسير كوبنهاجن، إننا نجده هنا وقد أفردت له مساحة كبيرة من المناقشة، مفندا ببراعة الأسباب التي أدت إليها وفض الاشتباك مع مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية..
إننا في تصفح هذا الكتاب نستلهم الجملة الشهيرة للعالم العظيم ماكسويل: (من المفيد للباحثين في أي مجال أن يقرأوا تاريخه، فالعلم يُفهم كأحسن ما يكون في مهده).

والباحث في فيزياء الكم محظوظ بكل هذا الميراث الذي تركه لنا نيلز بور الذي يعيننا على فهم الكثير من الإشكاليات التجريبية والفلسفية التي جابهها هذا العلم في مهده وهو العلم الذي يكتسب زخما يوما بعد يوم في ضوء التطور المهيب في تكنولوجيا الرصد والتجريب.

وفي مقدمته لترجمة الكتاب، يذهب الباحث والمترجم مصطفي العدوي إلي أنه: "تكتسب أهمية هذا الكتاب من حقيقة أن علم ميكانيكا الكم لم يشهد تطورا يذكر منذ جيل الآباء المؤسسين، الذي يحتل "نيلز بور" مؤلف هذا الكتاب مكانة رفيعة بينهم. ذلك أنه منذ سبعينيات القرن العشرين لم يشهد هذا العلم أي طفرات، وبمجرد انتهاء المجتمع العلمي من صياغة النموذج الذري لم يطرأ عليه أي تغيير، حتي مع كل التطور التكنولوجي الذي أدي بالضرورة إلي تطور التجريب، فقد صارت التجربة مزيدا من التأكيد العلمي للأفكار النظرية القديمة، سنجد مثلا "بوزون هيجز" قد ظهرت فرضيته في الستينيات لكن اكتشافه عمليا تأكد بشكل شاحب في  ٢٠١٢.

بينما ظلت المشكلات القديمة عالقة إلي الآن من دون حل حاسم أو عمل جاد للإجابة عن أسئلتها، مشكلات مثل القياس الكمومي والتفسير الكمومي للجاذبية والمادة المظلمة في الكون، وهي مشكلات عمرها الآن يربو علي الثمانين عاما، وإن كان المرء ليعجب كيف أمكن لهذا الجيل أن يصل إلي كل هذه المعرفة بإمكانيات متواضعة مقارنة بتكنولوجيا اليوم، فلعل هذا الكتاب يسرد بعضا من الزخم الشديد وتضافر العقول من أجل إنجاز هذا العمل.