رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ4500 قرية.. جهود «حياة كريمة» في مختلف المجالات التنموية

حياة كريمة
حياة كريمة

لا يمكن أن نغفل عن الدور الهائل الذي قامت به مبادرة حياة كريمة في تغيير حياة أهل القرى والريف بعد كم التطورات التي أحدثتها في العديد من المجالات التنموية، ومع انطلاق منتدى شباب العالم عُقدت ورشة عمل بعنوان “حياة كريمة” ضمن فعالياته وتم عرض فيديو يوضح جهود المبادرة في مختلف المجالات التنموية.

وعرض الفيديو إنجازات المشروع على أرض الواقع الذي يستهدف حاليًا ما يقرب من 4500 قرية وتوابعها في 20 محافظة، داعية مختلف دول العالم إلى التعرف على حياة كريمة عن قرب والاسترشاد بها كتجربة رائدة في المبادرات التنموية.

عملت مبادرة “حياة كريمة” على أكثر من محور من محاور التنمية ضمن خطة عملها وكانت جميعها في نفس الوقت الأمر الذي أثار انبهار العالم أجمع بهذه المبادرة التنموية الضخمة، حيث استفادت هذه القرى من دخول خدمات الصرف الصحي ووصلات مياه الشرب والكهرباء، كما كان لها دور في العمل على تطوير المنظومة الصحية في هذه القرى، وتطوير المدارس لتقديم تعليم أفضل لأطفالها، والكثير من المحاور الأخرى. 

مياه شرب نظيفة بقرية كومير بعد الاعتماد على مياه المحملة من القرى المجاورة

بدأت الجولة من قرية الحاجر وكومير إحدى القرى التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، يروي سيد رجب، أحد مواطني القرية، أن مبادرة “حياة كريمة” كان لها الفضل في توصيل المرافق لإحياء القرية الفقيرة التي عانت لسنوات من نقص في الخدمات وأبسطها مياه الشرب النظيفة التي لم تدخلها المياه، وكانوا يلجئون إلى القرى الأخرى المجاورة لها للحصول على مياه شرب منها بعد أن ساعدتها الجمعيات الخيرية في توصيل مياه شرب لها.

وقال “رجب” إن فرحة سكان القرية بوصول مياه الشرب النظيفة لهم بعد توصيل ما يقرب من 10 كيلو متر في الشوارع لتصب في القرية وتخدم أهلها، بعد أن كانوا يعتمدون على السيارات التي تحمل لهم المياه في يوم محدد من كل اسبوع يحصل كل منزل على حصته من المياه بما يكفيه طوال الأسبوع وحتى موعد وصول الدفعة الجديدة من المياه.

وأشار إلى أن قلة قليلة فقط من أهل القرية أدخلوا وصلات مياه الشرب النظيفة إلى منازلهم ولكن عددهم قليل جدًا لارتفاع التكلفة من إيصالها من مركزها الرئيسي وحتى منزلهم ولا يمكنهم أن يكفوا حاجة أهل القرية من المياه النظيفة، "كنا بنفضل بالأسبوع منلاقيش مية".

وتابع "دلوقت بقى عندنا ميه نضيفة وزي الفل، بعد أن كانت غير نظيفة وكانت كلها سواد وأتربة  وكانت تسبب الأمراض  وخاصة أمراض الكلى لأهل القرية، "مكنش حد متخيل ان هيكون عندنا مية حلوة ونظيفة ولكن الرئيس السيسي هو الوحيد اللي بص للفقراء وشاف احتياجاتنا وطلباتنا البسيطة ونفذها لنا".

 

من قرية المراشدة أحمد عبادي: الغاز الطبيعي وفر علينا أزمة الأنابيب 

ومن المراشدة التابعة إحدى القرى التابعة لمركز الوقف غرب محافظة قنا، يروي أحمد عبادي كيف أنقذتهم مبادرة حياة كريمة بدخول الغاز الطبيعي إلى قريتهم وإلى منازلهم بعد أن كانوا يعانوا لسنوات من أزمة الأنابيب التي كانت تكلفهم الكثير من الأموال "كانت الأنابيب لها ميزانية خاصة عمرنا ما بنقدر عليها". 

وقال عبادي إن بعد دخول الغاز الطبيعي إلى منازلهم شعروا بأهميته وفائدته "بنشحن الكارت ونشتغل ولا نشيل ونطلع في أنابيب ولا تكلفة عالية علينا الأنبوبة كانت أقل حاجة بـ70 جنيه ونستخدم اثنين أو ثلاثة في الشهر كانت تكلفة صعبة علينا". 

وأضاف أن المشكلة الأكبر في أزمة الانابيب التي كانوا يعيشون فيها "الأنبوبة تفضى في أي وقت وممكن مكنش موجود في البيت وأهل البيت يفضلوا من غيرها لحد ما ارجع من الشغل وانزل اشتريها واغيرها كان الموضوع مشكلة كبيرة وصعبة علينا". 

ويمكن القول أن التحول الرقمي هو المشروع المسيطر في الوقت الحالي وتسعى الدولة إلى تدعميه بشتى الطرق لذا كان من الطبيعي أن يكون ضمن الخدمات التي تقدمها مبادرة “حياة كريمة” للقرى التي تعمل بها تحديث شبكات الانترنت في القرى، من خلال تغيير الأسلاك النحاس إلى الفايبر أو إدخال الانترنت للمنازل المحرومة بالفعل، ويتم ذلك من خلال  ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية لرفع كفاءة خدمات الإنترنت للمنازل.  

محمود أشرف: الانترنت بنية تحتية مثله مثل المياه والكهرباء والغاز الطبيعي 

يعلم محمود أشرف، طالب كلية الهندسة، أهمية التحديثات التي تم إدخالها على شبكة الإنترنت في قريته تفهنا العزب إحدى قرى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية ضمن مبادرة “حياة كريمة” وتغيير الأسلاك من نحاس إلى فايبر، الأمر الذي يسهم في زيادة سرعة الانترنت بالشكل الذي يحتاجه لتأدية امتحاناته عن طريق الانترنت "امتحاناتنا مبتخلصش ولو سرعة الانترنت بطيئة أو مش مساعدة كان حصلي مشكلة بسبب امتحاناتي". 

قال “محمود” إن اهتمام مبادرة “حياة كريمة” بتطوير شبكات الانترنت وتحديث سرعتها لقرى حياة كريمة أمر طبيعي فالانترنت في الوقت الحالي أصبح بنية تحتية وليس رفاهية مثله مثل الصرف الصحي والكهرباء والمياه، خاصة مع الخدمات التي أصبح يتم تنفيذها بنسبة 80% إذا لم تكن أكثر من خلال الإنترنت وأهمها الخدمات الحكومية. 

بالنسبة للمحاضرات الأونلاين التي أصبحت موجودة وبكثرة خاصة بعد أزمة فيروس كورونا وفرضت علينا تواجد أقل في الكلية لمنع التكدس في المحاضرات والاعتماد الأكبر على الانترنت لحضور المحاضرات الأونلاين، "حياتنا الآن هي انترنت فالاهتمام به لتحديثه وتطويره وزيادة سرعته في قرى مبادرة حياة كريمة هو أمر في غاية الأهمية".

وتابع: “أهمية الانترنت معروفة في الوقت الحالي للتواصل مع العالم الخارجي ومع أقاربنا المسافرين في الدول الخارجية، والاعتماد على سرعة التصفح تساهم بشكل كبير مواكبة التطور الذي نعيشه”.