رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتور الشريعة بين المعتزلة والأشاعرة والحنابلة على طاولة صالون علمانيون

صالون علمانيون
صالون علمانيون

تعقد في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء٬ أمسية جديدة، من أمسيات صالون علمانيون٬ بمقره الكائن 33 قصر النيل - عمارة دار الكتاب اللبناني - الدور العاشر - شقة 104 - أمام البنك المركزي بشارع شريف٬ ولقاء مفتوح تحت عنوان "فتور الشريعة بين المعتزلة والأشاعرة والحنابلة"، ويقدمها الباحث في الدراسات الفلسفية هادي المهدي.

 

وبحسب الدكتور حسن حماد أستاذ الفلسفة وعلم الجمال والعميد السابق لآداب الزقازيق، عن المعتزلة والحنابلة، يقول: البدايات التقريبية لما يمكن تسميته بلحظة النفي في تاريخ الثقافة الإسلامية٬ بدأت مع ظهور جماعة المعتزلة٬ حيث تفجرت مناقشات عقلانية حول بعض المسائل الإيمانية، ومنها خلق القرآن، فقد أنكر المعتزلة القول بقدم القرآن٬ وقالوا إنه مخلوق أو محدث.

 

بعد نهاية عصر المعتزلة تصدرت المشهد أفكار أحمد بن حنبل٬ وازدادت وتيرة التعصب٬ واستعان الحنابلة بسلطة الحشود من الدهماء والغوغاء من أجل إرهاب المتكلمين من فلول المعتزلة، ومن الفرق الأخرى كالمرجئة والشيعة٬ واتسعت دائرة القهر والقمع٬ وأصدر المتوكل أوامره بهدم الكنائس في العراق وبعض المدن الأخرى٬ واتسعت سلطة العوام٬ فمارسوا رقابة على الحياة اليومية الخاصة بالمسلمين٬ وكانوا يقومون بإراقة أواني النبيذ علي الطرقات ومطاردة الراقصات والمغنيات٬ وتحطيم الآلات الموسيقية٬ وهكذا أصبحت سلطة العوام امتدادا لسلطة الخليفة، وتجسيدا لأيديولوجيته الدينية".

 

ويتابع "حماد": للأسف تم إقصاء الفلسفة وعزلها بطريقة بشعة عبر آلية التكفير٬ فمعظم كتب التراث والسير تصف هؤلاء بالزنادقة أو الكفار٬ ولذلك تم قتل الطوسي والطبري وأبي العلاء المعري٬ وابن المقفع الذي قتل علي يد سفيان بن معاوية٬ حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيها في النار أمام ناظريه حتي مات".

 

وقد تواصلت هذه الأرثوذكسية السنية مع حركة محمد بن عبدالوهاب في شبه جزيرة العرب٬ وامتدت لتواصل سيرها وتأثيرها المعاصرين من أمثال: أبي الأعلي المودودي وحسن البنا وسيد قطب٬ وتابعيهم من الفصائل السلفية والجهادية المعاصرة.

 

إن واقع الثقافة العربية الإسلامية منذ بدايته وحتى الآن لم يعرف تيارا فلسفيا يمكن أن نسميه بالتيار النافي٬ فالإبداعات الفلسفية والعلمية والصوفية لم تكن سوى حالات استثنائية في بيئة لم تكن تتقبل بسهولة أي فكرة تعارض مسلماتها أو تعارض مقدساتها.


يشار إلي أن صالون علمانيون أحد أنشطة حركة "علمانيون"، وهي حركة دعوية فكرية تهدف لنشر الفكر العلماني وتكوين تيار علماني حقيقي يخرج من رحم الشارع المصري متشبعاً بالفكر العلماني التنويري والروح المصرية
حركة علمانيون هي أول محاولة حقيقية لنشر الفكر العلماني من القاعدة بهدف أن يتم علمنة المجتمع المصري .