طه عبيد صعيدي يحول سطح يسكنه لجنة ريفية في قلب القاهرة

لم يجد طه عبيد ابن محافظة قنا في صعيد مصر مفراً من الانتقال من محافظته العامرة بالمساحات الخضراء إلى القاهرة بسبب عمله في تجارة التحف، في المرة الأولى وبسبب أسلوب الحياة القاهري الذي يفرض الإقامة في مباني خرسانية لا تتسم بالاتساع الذي اعتاد عليه، ولا توجد فيها مساحة للزراعة، كما لا تحيط بها الخضرة إلا نادراً، مما دفعه للعودة إلى محافظته ليحاول الحصول على فرصة عمل أو ممارسة مهنته الأصلية إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل، ليعود للعاصمة وهو ينوي فرض أسلوب حياته وليس الانسياق وراء أسلوب القاهرة.

العودة للمحافظة

ويقول طه -24 عاماً- "أنا من محافظة قنا، اعتدت منذ طفولتي على المساحات الواسعة التى لا ترى العين حدودها، والسماء الصافية التى لا تحد من رؤيتها المباني، واللون الأخضر الذي يكسو الأرض، ولكن في القاهرة كان الأمر مختلف حين سكنت في شقة لم أجد فيها سوى مساحات ضيقة وبسبب تلاصق العقارات وارتفاعها فإن السماء لا يراها سوى برفع الرقاب، كما أن فرصة رؤية مساحات خضراء ليست متاحة في أي وقت.

ويضيف طه لـ"الدستور": بعد عودتي للمرة الثانية للقاهرة بسبب العمل الذي لا يتوفر بسهولة في محافظات الصعيد، فكرت في كيفية تحويل مسكني إلى قطعة من محافظتي لأستعيد ما سلبته القاهرة من أسلوب حياتي، إلا أنني وجدت أن الفرصة الوحيدة لذلك هي بترك الشقة التى أسكن بها واللجوء إلى سطح منزل حتى يتوفر لي مجال الرؤية المفتوح إلى السماء، ومساحة للزراعة.

ويكمل طه: حين استأجرت الغرفة التى أعيش بها الآن كانت عبارة عن "خرابة" تمتلئ بالمهملات، لكن قررت تحويلها إلى منزل مماثل لمنزلي في قنا.

زود زرع 

مراحل تجديد الغرفة بحسب طه شملت تنظيف الغرفة من المهملات وطلاء الحوائط وتغيير الأثاث الذي اشترى أغلبه من أسواق الأثاث المستعمل، بالإضافة إلى تزيين الحوائط بالصور المناسبة والتحف مثل الساعات وغيرها بالإضافة إلى العديد من النباتات التى امتلأ بها السطح التى توجد به الغرفة لأن شعاره في الحياة "قلل ناس.. زود زرع "، واستمرت عملية التجديد لمدة 9 أشهر بسبب عمل طه وتحمله لكافة عملية الترميم من راتبه الذي كان يدفع منه للايجار وتكاليف المعيشة أيضا.

ويوجه طه نصيحة لراغبي تجديد منازلهم بأن يسارعوا في ذلك لأن البيت جنة الإنسان في الأرض لذلك يجب أن يكون متوافق مع روحه، مشيراً إلى أنه يشعر بأنه يملك الدنيا منذ جدد الغرفة.

وحول إمكانية احترافه تجديد المنازل على غرار الدول الأوروبية قال طه أنه لا يسعى لذلك، ولم يكن يريد من هذه التجربة سوى خلق مساحة خاصة به.