رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء عن البرنامج القومي لإنتاج البذور: «طفرة جديدة في المحاصيل.. ويوفر عملة صعبة»

بذور
بذور

تشهد مصر عما قريب طفرة جديدة في الإنتاج الزراعي والمحاصيل، ذلك ما يدلل عليه المتخصصون في الوقت الحالي، بسبب الخطط والمشاريع التي تعكف عليها وزارة الزراعة بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحسين جودة الإنتاج.

وكان آخر تلك المشاريع العملاقة، هو البرنامج البرنامج القومي لإنتاج البذور ذات الجودة العالية من حيث الكمية الإنتاجية والنوعية المتميزة ومقاومة الأمراض، بالشراكة مع الخبرات الأجنبية المتقدمة في هذا المجال، بهدف استنباط أفضل أصناف المحاصيل الزراعية المحلية.

ويهدف البرنامج إلى إنتاج تقاوي الخضر، إذ يعمل على استنباط أصناف وهجن خضر محلية يتوافر فيها الربط بين متطلبات المُزارع والفلاح، من حيث المحصول المبكر العالي وصفات الجودة وذوق المستهلك.

وكذلك من حيث ارتفاع نسبة السكر والنكهة والعطور الطيبة، ويؤدي ذلك بحسب البرنامج إلى زيادة جذب المستهلك لشراء محصول الخضر، وبالتالي زيادة المساحة المزروعة منه، وهذا ما تفتقده الهجن المستوردة، ولانتقاء البذور عالية الإنتاجية من حيث الكمية والإنتاج الجيد.

إذ أن تلك البذور من الممكن أن تُحقق مردودًا يُضاعف من إنتاجية الفدان، مثل القمح، الذي تم استحداث فيه بذور خلال السنوات الماضية «مصر 1 ومصر 2» تُعطي إنتاجًا مضاعفًا للفدان يتواكب مع اتجاه الدولة لتعظيم الإنتاج الزراعي، كما أن هناك خطة قومية لإضافة رقعة زراعية كبيرة في مصر.

فما هو البرنامج القومي لإنتاج البذور لاسيما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث عنه مؤخرًا وشدد على ضرورة الاهتمام به. وثمن خبراء لـ"الدستور" ذلك البرنامج، موضحين أهميته بالنسبة للرقعة الزراعية المصرية ومدى تقليله لفاتورة الاستيراد.

الدكتور هاني الدوه، أستاذ تربية الخضر في كلية الزراعة جامعة الزقازيق: “إنتاج تقاوي الخضر من الأمور الهامة في الوقت الحالي، لأنها تقلل فاتورة استيراد التقاوي من الخارج والتي تتعدى المليارات سنويًا، لاسيما أن مصر تستهلك كميات كبيرة من التقاوي”.

وأوضح أن التقاوي المستهلكة تكون هجين وتحديدًا محاصيل الطماطم والفلفل والباذنجان، مشيرًا إلى أنه يتم استيرادها من الخارج بكميات ضخمة، بالرغم من أن هناك إنتاج محلي للتقاوي ولكنها رخيصة الثمن والتي تنتج أنواع محددة من المحاصيل.

وأضاف: "الإنتاج الموجود في مصر حاليًا يحتاج إلى تطوير لأنه أصناف عادية أو هجن من مختلف المحاصيل، ولا تكون بالقدر الكافي وليس من المحاصيل ذات التقاوي غالية الثمن مثل التي يصل سعر كيلو التقاوي منها من 15 إلى 20 ألف دولار، عكس تقاوي البازلاء التي سعر تقاويها من 40 إلى 50 جنيهًا".

وتابع: "مهما أنتجت مصر مئات الأطنان من المحاصيل ذات التقاوي الرخيصة ستكون القيمة النقدية ليست مرتفعة، على عكس المحاصيل ذات التقاوي مرتفعة الثمن والتي سيتم إنتاجها بموجب البرنامج القومي لإنتاج البذور".

واستكمل: "البرنامج سيساعد على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج التقاوي، لاسيما إذا تم الاهتمام بمهارات التعبئة والتغليف والتصدير لأن مصر لديها سوق واعد في إفريقيا وآسيا، يستطيع شراء التقاوي المحلية ويكفي إننا سنعد تقاوينا بأنفسنا".

فيما وصف الدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ الزراعة الحيوية جامعة السادات، البرنامج القومي لإنتاج البذور، بإنه مشروع قومي عملاق، بسبب إمكانيته على توفير احتياجات مصر الزراعية من التقاوي والتي يصل حجم الاستيراد السنوي لها من 20 إلى 22 مليار جنيه.

وأوضح أن ذلك البرنامح والذي يعتمد على تقاوي وبذور مقاومة للأمراض يقلل بشكل كبير فاتورة استيراد مصر من التقاوي والبذور والتي يمكن استخدامها في مجالات آخرى.

وأشار إلى أن امتلاك مصر بنك الأصور الوراثية التابع للبرنامج الذي يحتوي على تقاوي وخضر كلها غير مستوردة بنسبة 100% يعد إنجاز ضخم قامت به مصر مؤخرًا في مجال القطاع الزراعي، مبينًا أن البرنامج سيجعل مصر تمتلك أصناف تقاوي خاصة بها.

وشدد على ضرورة مراعاة إنتاج تلك الأصناف الخاصة بمصر مدى تحملها للملوحة ومدى تحملها للجفاف، مضيفًا: "لا بد من انتقاء أصناف تقاوي لديها قدرة على تحمل الجفاف والملوحة، لاسيما أن مصر شديدة الحرارة أغلب فصول السنة".

وعلى صعيد الفوائد أيضًا، رأى أستاذ الزراعة الحيوية أن ذلك البرنامج سيساعد مصر في توفير العملة الصعبة، بسبب ارتفاع قيمة فاتورة الاستيراد السنوية والتي ستقل بمجرد تجنب الاستيراد والاعتماد على التقاوي والخضر المحلية.