رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث بـ«المصري للدراسات»: مصر عادت كمركز ثقل إقليمي في عهد السيسي

 الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

قال محمود سلامة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر حجم التغير الذي شهدته مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد في الثالث من يونيو 2014 وحتى يومنا هذا؛ فقد كانت الدولة المصرية تمر بمرحلة عصيبة على مستوى الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية، وتنوعت المشكلات الداخلية.

وأضاف في تصريحات لـ«الدستور»، أن المشكلات تنوعت بين أزمة في احتياطي النقد الأجنبي، ومشكلات الطاقة، وتهالك البنية التحتية، وضعف برامج الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً وغيرها من مشكلات الأمن والصحة والتعليم والإسكان التي تطلبت جهوداً مضنية من أجل إعادة ترتيب البيت المصري من الداخل، أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد اعتقد البعض أن مصر فقدت القدرة على ممارسة دورها الإقليمي، وعانت من حملات التحريض الخارجي ومحاولات إفقادها السيطرة على مقدراتها أو إخضاعها لقرارات لا تخدم مصالحها ولا تحفظ أمنها القومي في ظل إقليم مشتعل.

وأكد الباحث في الذكري السابعة لفوز السيسي بمنصب رئيس الجمهورية، أن مصر تعافت تدريجياً وتمكنت من إنهاء حالة الانقسام الداخلي لتخطو بثبات نحو بناء الجمهورية الجديدة، فعلى المستوى الداخلي، حققت الدولة قفزات متسارعة على طريق النمو الاقتصادي مستهدفة أن تكون بين أكبر 30 اقتصاد على مستوى العالم بحلول 2030، وعادت احتياطيات النقد الأجنبي للمستويات الآمنة مع انخفاض مستويات البطالة وتحسن مؤشرات الاقتصاد بصورة عامة.

علاوةً على ذلك، أشار «سلامة» إلى أن مصر بدأت في تطبيق نظام التامين الصحي الشامل وأطلقت العديد من المبادرات في القطاع الصحي، لعل أبرزها 100 مليون صحة التي تمكنت من خلالها من القضاء نهائياً على وباء فيروس سي والكشف المبكر عن أمراض السكر والضغط والانتهاء من قوائم الانتظار.

وبالحديث عن البنية التحتية، فقد تمكنت مصر من تحسين جودة الطرق ورفع كفاءتها ومد طرق جديدة مثلت شرايين للحياة انخفضت على أثرها حوادث الطرق وما تخلفه من وفيات وإصابات، واستطاعت أن تقضي بشكل نهائي على أزمات الكهرباء والطاقة، بل وتحولت إلى مصدر للكهرباء ضمن خطة تستهدف أن تصبح مصر مركزاً إقليمياً للطاقة. 

وتابع، أنه لم تغفل الدولة المصريةعن  حق المواطن من تملك وحدة سكنية لائقة تحفظ كرامته الإنسانية، فنفذت مشروعات القضاء على العشوائيات ومشروعات الإسكان الاجتماعي والمتوسط؛ ولأن إعداد البشر لابد ان يتماشى جنباً إلى جنب مع الاستثمارات العملاقة في المدن الجديدة، فقد بدأت مصر في تطبيق نظام التعليم الجديد ليشمل تطوير التعليم قبل الجامعي العام والتعليم الفني والتعليم الجامعي، بالإضافة إلي المشروع القومي لتطوير الريف المصري الذي بدأت الدولة المصرية في تطبيقه هذا العام ضمن مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس السيسي وتستهدف تحسين حياة 51 مليون مواطن بمشاركة الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها مؤسسة حياة كريمة.

وأكد الباحث بالمركز المصري للدراسات، أن الحديث عن حجم المشروعات التي تم تنفيذها خلال السنوات السبع الماضية يحتاج لوقت طويل جداً لذكرها بالتفصيل، ولكن أبسط ما يمكن أن يصف ما يحدث في مصر الآن هو أن مصر تعيش عصر النهضة الجديدة، فعلى مستوى السياسة الخارجية، فقد تمكنت مصر من العودة إلى مكانتها الطبيعية في مركز ثقل الإقليم، وخير شاهد على ذلك ما حدث في لبيبا وفي شرق المتوسط، ليتودد إليها كل الذين أصروا على مهاجمتها والتحريض ضدها، وأفشلت كل المخططات الخارجية التي استهدفت إسقاط الدولة المصرية، وعادت أيضاً إلى ممارسة دورها في ضبط موازين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخير شاهد على ذلك ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية التي أفضت إلى إطلاق مشروع مصري بإعادة إعمار غزة.

واختتم تصريحاته بأنه تمكنت الدولة أيضا من استعادة دورها والتوسع في لعب هذا الدور في إفريقيا، فقد بدأت في التعاون الاقتصادي والعسكري مع العديد من دول القارة وعلى رأسها السودان الشقيق، وهو الامر الذي يخدم ويحفظ المصالح المصرية على جميع الأصعدة.