رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. إبراهيم طوقان مؤلف النشيد الوطنى الفلسطينى فى الثلاثينيات

إبراهيم طوقان
إبراهيم طوقان

هو الشقيق الأصغر للشاعرة فدوى طوقان٬ تربي ونشأ في عائلة عرف عنها الاهتمام بالأدب والمعرفة٬ إنه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان٬ والذي تحل اليوم الذكرى الثمانين لرحيله عن عالمنا٬ حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1941 عن عمر ناهز السادسة والثلاثين.

ورغم عمره القصير٬ حيث فارق الحياة في مقتبل شبابه٬ إلا أن إبراهيم طوقان٬ كان له منجزه الشعري الذي أشاد به أمير الشعراء أحمد شوقي، ويعد من المؤمنين بالقومية العربية والمقاومة٬ ضد الاستعمار الأجنبي.

ولد إبراهيم طوقان في نابلس عام 1905 وفي العام 1923 التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وفي العام 1929 نال إبراهيم طوقان شهادة الجامعة في الآداب، ومن أشهر قصائده٬ قصيدة "موطني"٬ والتي أصبحت النشيد الوطني لفلسطين خلال ثلاثينيات القرن العشرين٬ بالإضافة إلي النشيد الوطني للعراق. 

وكانت عائلة طوقان من العائلات العريقة التي عرفها جبل نابلس، ومن أكثرها حفاظًا على العادات والتراث والتقاليد؛ فكان والد الشاعر هو عبد الفتاح طوقان من أعيان المدينة ونشطائها الوطنيين، وكان عضو المؤتمر العربي الفلسطيني السابع، ثم عضوا في اللجنة التنفيذية عام 1928، وكان ضمن الوفد الفلسطيني إلى المؤتمر العربي الفلسطيني القومي في بلودان بسوريا عام 1937.

أما والدة الشاعر إبراهيم طوقان وهي فوزية العسقلاني؛ فكانت مثل غيرها من نساء فلسطين، ربة بيت نشيطة تحدب على أبنائها، قريبة من النفس، خفيفة الظل، سريعة البديهة.

في وسط هذه الأجواء، فتح إبراهيم طوقان عينيه على الدنيا، وكان ترتيبه الثاني بين الأبناء والبنات، وقد رافقه المرض منذ اليوم الأول من ولادته، وامتد المرض معه في صباه وشبابه، وقد الزمته ثلاث علل طوال حياته: صمم في أذنه، وقرحة شديدة في معدته، واستعداد لشتي الالتهابات في أمعائه٬ لذلك تردد كثيرا على الأطباء، وتناول الكثير من المسكنات، واضطر أكثر من مرة الانقطاع عن الدراسة، لكن رغم كل هذا؛ فقد كان إبراهيم طوقان في حداثة سنه طفلًا مرحًا.

وعن شعرية إبراهيم طوقان٬ يقول الباحث الناقد العراقي "علي شومان محمد": "تتسم شاعرية إبراهيم طوقان بأمرين؛ الأول الأصالة والمحافظة؛ فنرى مدى تأثره بالقديم، وبشعر القدماء كأبي نواس وأبي تمام، والتزامه بعمود الشعر العربي، والثاني هو التجديد فنرى التجديد في شعر طوقان يظهر جليا بزيادة الشطر الخامس، كما في قصيدة الثلاثاء الحمراء، ونرى تجديده أيضا في النشيد الوطني، وتقسيماته بنغم موسيقي فريد،، كما في نشيد موطني٬ فهو أول شاعر في القرن العشرين قد جدد في الشكل وقد تأثر بالغرب"، كما يخبرنا إحسان عباس بقوله: "فهو في الشكل يأخذ طابع المقطوعات عند شعراء انجلترا؛ مثل: هايني، وأوسكار وايلد".

عاش إبراهيم طوقان شاعر الوطنية عاش حياة قصيرة، يثقله المرض إلا أنه كان شعلة متوقدة تذكي لهيب الثورة أمام تحديات الاستعمار البريطاني، والهيمنة الصهيونية، وقد جعل من شعره أنشودة يتغنى بها المقاومون والشهداء في فلسطين خاصة، وفي سائر أقطار العروبة بشكل عام، وقد أنشد لكل المقاومين والشهداء في فلسطين وفي سائر أقطار العروبة عموما؛ فلذا لقب بشاعر فلسطين؛ لأنه حمل على عاتقه لواء المقاومة، والعزة والكرامة؛ فهو- بحق- رائد الشعر النضالي المقاوم، وكان له الأثر البالغ في الأجيال المتعاقبة- بعده- من شعراء فلسطين وغير فلسطين.