رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجمعة.. منظر بديع للقمر بصحبة كوكب «الجمال والجحيم»

القمر والكواكب
القمر والكواكب

بصحبة كوكب الزهرة ألمع كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق، سيظهر قمر كوكب الأرض في منظر بديع، يمكن لهواة علم الفلك والمتعلقة أبصارهم بالسماء رؤيته صباح يوم بعد غد (الجمعة)، فى حوالي الساعة الرابعة فجرًا، أى قبل شروق شمس القاهرة بحوالي ساعة.

وسيختفي القمر وكوكب الزهرة (كوكب الجمال والجحيم) معًا في ضوء النهار، ليسدلا بذلك الستار على الظاهرة الخامسة ضمن سبع ظواهر فلكية حددها المعهد القومي للبحوث الفلكية خلال شهر يونيو الحالي، حدثت أولاها في يوم 4 يونيو، فيما ستكون الظاهرة الفلكية الأخيرة في هذا الشهر يوم الأحد المقبل.

ولكوكب الزهرة مكانة خاصة لدى علماء وهواة الفلك، إذ يعد الأروع بين الأجرام الموجودة في السماء، واليوم فيه أطول من عام، وهو كوكب غريب لأن الشمس تشرق عليه غربًا وتغرب شرقًا، ويرجع ذلك إلى كونه الكوكب الوحيد الذي لا يدور حول محوره في اتجاه دورانه حول الشمس، بمعنى أنه يدور حول محوره في عكس دورانه حول الشمس، أي أنه يدور حول نفسه من الشرق إلى الغرب، وهذا يعني أن الشمس تشرق عليه من الغرب وتغيب في الشرق.

ومن هنا استنتج العلماء أن الكوكب لا بد أنه مقلوب رأسًا على عقب، حيث يقع قطبه الشمالي في الأسفل، وقطبه الجنوبي في الأعلى، ويعتبر الزهرة سادس أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم والكتلة والقرب إلى الأرض، ويدور الكوكب في مدار أقرب إلى الشمس منه إلى الأرض، وباتجاه مماثل لاتجاه عقارب الساعة، لذا فإن رؤيته تكون ممكنة في فترة شروق الشمس أو أثناء فترة غروبها فقط.

على الرغم من أن الزهرة توأم للأرض إلا أن سطحه يختلف كثيرًا عن سطح الأرض. والفلكيون يجدون صعوبة في دراسة السطح لأن الكوكب محاط دائمًا بسحب كثيفة من حمض الكبريتيك، ولذلك استخدموا الرادار والأجهزة الفلكية الراديوية ومركبات الفضاء لاكتشافه ومعرفة الحقائق عن هذا الكوكب. ورجح العلماء أن تكون سرعة دوران الكوكب البطيئة جدًّا هي السبب المقنع لتفسير غياب الحقل المغناطيسي على كوكب الزهرة.

ويواصل كوكب الزهرة إثارة دهشة وإعجاب العلماء، حيث يقول توماس وايدمان، عالم كواكب بمرصد باريس: إن كوكب الزهرة هو ألمع كوكب في السماء. إنه ألمع ضوءًا بعد الشمس والقمر. وهذا الكوكب هو جزء من التراث الثقافي للإنسانية.

والزهرة من الكواكب المعروفة قبل التاريخ، وقد عبده العرب في الجاهلية الأولى، وسموه العزى في حين سموا الشمس اللات، والزهرة هو ثاني الكواكب قربًا من الشمس بعد عطارد، ويسمى بتوأم الأرض لأنهما متماثلان في الحجم، ولا يوجد كوكب أقرب إلى الأرض من كوكب الزهرة فهو يقع في أقرب نقطة من الأرض عندما يكون على بعد نحو 4.41 مليون كيلومتر.

ولدى رصده من الأرض نجد أن الزهرة هو ألمع الكواكب بل يتجاوز في لمعانه أحيانًا لمعان أي نجم آخر فانعكاس أشعة الشمس الساقطة على سطحه تنعكس عنه فيرى متلألئًا كحبة ألماس في الأفق الشرقي أو الغربي، وفي أوقات معينة من السنة يظهر الزهرة كأول جرم يشاهد على القبة السماوية في اتجاه الغرب عند المساء. وفي أوقات أخرى يعد كآخر الكواكب أو النجوم التي تشاهد في السماء الشرقية عند الصباح.

ورغم أن اسمه باللغة الإغريقية " فينوس" أي الجمال، إلا أنه يوصف أيضًا بكوكب "الجحيم"، حيث لا يمكن للنباتات والحيوانات الموجودة على الأرض أن تعيش على الزهرة، نظرًا للحرارة المرتفعة ولعدم وجود الأكسجين الكافي للحياة، والفلكيون ليسوا على يقين من وجود أي نوع من الحياة على الزهرة، لكن بعضهم يشك في ذلك.

كما لا يوجد ماء على سطح الكوكب حيث إن درجة الحرارة العالية على السطح تتسبب فى تبخر الماء، فضلًا على وجود عدد من البراكين النشطة التي تساعد على تزايد كميات حمض الكبريتيك (ماء النار) في السحب المحيطة بالكوكب. وتصل درجة الحرارة عند الحدود العليا للسحب فوق الزهرة إلى نحو 13 درجة مئوية، فيما تتراوح في السطح ما بين 427 و462 درجة مئوية، وهي أعلى من درجة حرارة سطح أي كوكب آخر داخل المجموعة الشمسية. وتصل درجة الحرارة في ليله إلى 30 درجة تحت الصفر المئوي أي أن نهاره يصهر الرصاص وليله يجمد الماء.