رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة ملش تكتب: جولة داخل كاتدرائية نوتردام


«نوتردام» قبلة لمحبى الإنسانية وراغبى العيش المشترك فهى تمنحك السلام والطمأنينة

فى المرة الأولى التى زرت فيها باريس منذ سنوات عديدة، كانت كاتدرائية «نوتردام» المَعْلم الأول الذى قصدته، وفى الطريق إلى هذا المبنى الشاهق المتميز، توقفت عند نافورة «سان ميشيل» الشهيرة التى تقع بالقرب منه.
باريس تختطفك من أول لحظة، هى مدينة تاريخية من الطراز الأول، البيوت القديمة والمبانى العتيقة ونهر السين وروحها الحلوة، لكن «نوتردام» وحدها كفيلة ليس باختطافك فقط، بل نقلك فى ثوانٍ للعصور الوسطى بكل عبقها وعتقها، وكأنها لوحة قديمة منذ مئات السنين، وبمجرد النظر إليها تغوص داخلها كأنك جزء منها.
مبنى عملاق قديم جدًا على الطراز القوطى، فى مدخله وعلى بوابته الرئيسية تماثيل، منها ١٢ تمثالًا للحواريين يتوسطها تمثال للمسيح، ويحيط بها من كل جانب تماثيل للملائكة والقديسين، حتى الشيطان حاضر أيضًا، وبالرغم من كثرة عددها يحمل وجه كل تمثال تعبيرًا مختلفًا، فى روعة وإبداع غير عادى.تفاصيل البناء كثيرة جدًا وكل تفصيلة تدهشك أكثر من الأخرى، وتعبر عن فن خلاب يذهب بالعقل لدرجة أنك قد تصاب بآلام الرقبة بسبب النظر إلى أعلى طوال الوقت، إذ لا يمكنك مقاومة ما تراه فهو مذهل للغاية، لذا يأخذك التأمل لفترة طويلة جدًا لمتابعة النقوش والرسومات وتماثيل الملائكة والقديسين والسيدة العذراء، التى تجلس على العرش ومحاطة بملكين وتطاردها الشياطين من بعيد.لـ«نوتردام» عدة بوابات بدأ بناؤها بعد وقت قصير من بدء إنشاء الكاتدرائية، وتحتوى جميعها على جداريات جميلة مزينة بتماثيل من الحديد المطاوع، أجملها بوابات الواجهة التى تبدأ ببوابة الحكم الأخير التى أنشئت بين عامى ١٢٢٠ و١٢٣٠، ثم بوابة العذراء مريم بين ١٢١٠ و١٢٢٠، ثم بوابة سانت آن.قبل الدخول للكنيسة توجد منطقة رملية محيطة بها ومشاتل للزهور والأشجار يجلس الزوار على جانبيها فى حرية تامة يأكلون ويشربون ويلتقطون الصور، يحيط بهم الحمام الأسود الذى يزيد عدده فى الخريف أكثر من الفصول الأخرى، يتواجد بكثرة فى أمان تام ولا يخشى البشر.تعتبر هذه المنطقة أيضًا فرصة لأكل العيش للشباب المغترب الذى لا يجد عملًا فى العاصمة الفرنسية فيلتقط رزقه من السائحين، مثل شاب مصرى وجدته قبالة الكاتدرائية ينثر الحَبَّ على الأرض فيتجمع حوله عدد كبير من الحمام، حتى يلتقط السائحون الصور معه، كما أنهم يأخذون منه الحَب ليُطعموا الطيور، ومنهم من يضعها على رأسه فتتجمع العصافير فوقه، ويلتقط لهم أصدقاؤهم الصور الفوتوغرافية.وفى صندوق صغير وضعه الشاب المصرى على الأرض يضع السائحون «اللى فيه النصيب» من النقود، وبالتأكيد يرجع الشاب إلى بيته كل يوم مجبور الخاطر.. صحيح أن كل يوم «يكون برزقه» ولكن مع كثرة أعداد السائحين فإنه من الصعب أن يعود وصندوقه فارغ.وفى غفلة مِنّى وأثناء التقاط صديقتى صورًا لىّ، فوجئت بمجموعة كبيرة من الحمام تتجمع فوق رأسى، فقد غافلنى الشاب ووضع بعض الحبوب عليه، فصرخت من المفاجأة غير المتوقعة، شعر الشاب بالإحراج وقدم اعتذاره وبرر فعلته بقوله: «دى هدية علشان سمعتكم بتتكلموا، وعرفت إنكم مصريون».
ينتشر هناك أيضًا الشباب الأفارقة لبيع زجاجات المياه، والهنود لشواء «أبوفروة»، ويعد هذا المكان فرصة فعلًا لكل باحث عن عمل ورزق فى باريس، تراهم فى كل مكان وأنت تقف أمام البوابة الرئيسية أسفل البرجين المتماثلين تقريبًا، ارتفاعهما حوالى ٧٠ مترًا، البرج الشمالى أوسع قليلًا من الجنوبى، يمكن للزائرين الوصول إلى البرج الجنوبى عن طريق صعود سلالم طويلة ومتعبة جدًا، لكن التعب يتبخر فورًا، ما إن ترى من أعلى «بانوراما رائعة وخلابة».
الكنيسة بها ١٠ أجراس أكبرها جرس إيمانويل ويعود إلى عام ١٦٨١م، ويقع فى البرج الجنوبى ويزن نحو ١٣ طنًا، وبها أيضًا الهيكل الذى تم إنقاذه من الحريق المدمر الذى استمر ٨ ساعات فى ليلة باريسية حزينة.
وبين الحين والآخر، تجد عروسين بملابس الزفاف يلتقطان الصور أمام «نوتردام»، ولكن الملاحظ أن ملامح غالبية «العرسان» آسيوية، وقد علمت بعد ذلك أنهم كوريون، ويحضرون لإتمام الزفاف أمام «نوتردام» للمباركة فى جو بديع خلاب، ولكنى أشفق على العروس من البرد الشديد، حيث إن درجات الحرارة تكون منخفضة جدًا وفستان الزفاف يكون عادة خفيفًا ومكشوفًا، وغالبًا ما يخلع العريس جاكيت البدلة ويضعه على أكتاف عروسه قبل وبعد وقت التصوير.
ومع دقات الأجراس العملاقة لـ«نوتردام»، تتأمل الطوابير الطويلة أمامها انتظارًا للدخول، وتعجبت فى المرة الأولى من صبر الناس وتحملهم الإرهاق حتى يحين دورهم فى الدخول فهم يقفون ساعات على أقدامهم، فى ٤ وأحيانا ٥ صفوف تقريبًا، وكل صف يكون طويلًا جدًا ويصفون أمام الكاتدرائية التى تغلق أبوابها عند المغرب، وعندما يحين وقت الصلاة فيها خاصة يوم الأحد تُفتح الأبواب مجانًا للصلاة داخل كنيستها.
خارج حرم «نوتردام» تنتشر المقاهى والفنادق والبيوت المطلة عليها، وبسبب الكاتدرائية فقد تحول محيطها إلى منطقة تجارية، فتجد المحلات التى تبيع الهدايا التذكارية للسائحين ومظلات المطر الذى قد يتساقط عليك فى كل فصول السنة، وكذلك محلات الساندويتشات السريعة والمأكولات الجاهزة التى تحمل الطعم الباريسى المميز، وهناك محل شهير جدًا للأيس كريم اسمه بارثليو (berthillon) الذى يبيعه بنكهات عديدة ولذيذة، إذ يعتبر الأيس كريم من أكثر الأشياء التى يعشقها الفرنسيون والسياح الأجانب، ولشهرة المحل الذى يقع عند الكاتدرائية أصبح طقسًا شبه مقدس للزوار، ومن الصعب أن تجد مكانًا تجلس فيه على أحد كراسيه، فغالبًا ما تستمتع بالمثلجات واقًفا، ونادرًا ما تجد هذا التنوع فى مكان آخر.
«بارثليو» هو محل صغير يضع ثلاجته فى الشارع ويبيع الأيس كريم المحلى أى أنه ليس من ماركات محلات الأيس كريم العالمية الشهيرة، وعلى الرغم من ذلك شهرته واسعة فى باريس، ويطلق عليه «أيس كريم نوتردام»، نسبة إلى الكاتدرائية التى يقع على بُعد أمتار قليلة منها، وتحديدًا فى شارع Quai d›Orléans.
توجهنا إليه لشراء الأيس كريم، وكنت فى البداية أظن أن الناس تتجمع حوله بشكل عشوائى لأن المنطقة كلها مزدحمة، لكنى صُدمت عندما اقتربت منه وقطعت جسر Pont Saint-Louis المواجه للمحل، لأكتشف أن هناك طوابير أخرى أمام هذا المحل، والتى تزيد بطريقة عجيبة يومى السبت والأحد «الويك إند»، ما دفع صديقًا مصريًا فرنسيًا يعيش فى باريس أن ينصحنى بأن أنتظر حتى ينتهى «الويك إند» وأذهب إليه، لأن الطوابير وقتها تكون أقل.
بالفعل عملت بنصيحته وقاومت رغبتى الشديدة وانتظرت ليوم الإثنين، وكان الزحام أقل على المحل، واشتريت الأيس كريم الذى استمتعت به كثيرًا ليس من مذاقه فحسب، بل من متعة أن تشعر بالعراقة، واكتشفت أن هناك محلات تنتج أنواعًا أفضل منه، لكن ذلك المحل أخذ شهرته من وجوده بالقرب من «نوتردام» العظيمة.
خارج محيط الكنيسة تقع حديقة La fontaine de la Vierge أو «ينبوع العذراء»، وتتبع إداريًا الكاتدرائية، وهى حديقة ليست كبيرة جدًا لكن بها أنواع كثيرة من النباتات النادرة والأشجار العتيقة، وبها مكان مخصص للأطفال، تتوسطها نافورة صغيرة وممنوع فيها اصطحاب الحيوانات، وعادة يجلس فيها الزوار انتظارًا لدخول الكاتدرائية أو شراء الأيس كريم من المحل الشهير.
توالت الزيارات لباريس وفى كل مرة أتعلق أكثر بمنطقة «نوتردام» بشكل عام، وهى تقع فى الدائرة الخامسة من العاصمة باريس فى قلب مدينة النور، ويطلق عليها أيضًا باريس القديمة، حيث يعتقد البعض أن تلك الجزيرة كانت نواة المدينة فى الماضى، ويحيطها نهر السين من كل جانب وكان سكان المدينة جميعهم يعيشون على هذه الجزيرة قبل أن تتوسع عبر العصور.
فى موقع الكاتدرائية بنى الرومان معبد جوبيتير الغالو، وفى موقع هذا المعبد بُنيت أول كنيسة فى فرنسا، تسمى «بازيليك سان إستيفان» والتى شُيدت «نوتردام» فى نفس مكانها على مدى ١٨٢ سنة، حيث بدأ العمل بها فى القرن الثالث عشر وانتهى فى الخامس عشر، فهى منطقة عمرها قرون.
حتى الساحة الأمامية للكاتدرائية لم تكن بوضعها الحالى، واسعة ومزينة بحدائق ومقاعد رخامية، وأرضية من الأحجار، بل كانت عبارة عن بيوت ومنازل قديمة وشوارع ضيقة للغاية، ما دفع المهندسين لمطالبة الملك حينها بهدم هذه المبانى ونقل سكانها لأماكن أخرى حتى يتمكن العمال من نقل الأحجار ومواد البناء بسرعة، لإنجاز المبنى الضخم وهو ما حدث بالفعل، فأزيلت المبانى وباتت الجهات الثلاث للكاتدرائية تُرى من بعيد جدًا.
تحتوى الكاتدرائية العريقة على قطع فنية ومخطوطات أثرية ونقوش وزجاج ملون ورفات قديسين من القرون الوسطى، وهذا ما اكتشفته عندما دخلت الكاتدرائية فى الزيارة التالية، لأنه لم يتسنّ لىّ أن أدخلها فى المرة الأولى، فرأيت إكليل الشوك الذى يقال إنه الذى وضع على رأس السيد المسيح، ورأيت الصناديق التى تحتوى على رفات القديسين وكذلك النقوش المحفورة بإتقان بديع.
ورأيت من الداخل برجها الأوسط التاريخى الذى سقط قبل أيام بفعل الحريق المروع الذى خلع القلوب، والذى سبق أن شُيد عام ١٢٥٠، وراح أيضًا السقف الخشبى المنقوش برسومات غاية فى الدقة والروعة والذى لا يقدر بثمن، بخلاف اللوحات والتماثيل التى تم إنقاذها فى عمل بطولى قام به رجال المطافئ والآثار، ومنها لوحة تعبر عن مراحل بناء «نوتردام».
ورغم أن الكاتدرائية تتبع الطراز القوطى، لكنها تضم أكثر من نمط معمارى يعبر عن كل عصر، لأنها لم يكتمل بناؤها إلا بعد قرنين من الزمان، ورأيت مساحتها الشاسعة من الداخل، كما أنها متعددة الطوابق وبها أيضًا تماثيل ضخمة وعتيقة.
وداخل الكنيسة علمتُ من مدرس تاريخ فرنسى أن «نوتردام»- التى تعد من أقدم وأعرق الكنائس والكاتدرائيات فى فرنسا- تعرضت للنهب والسرقة وهدم بعض من أجزائها بعد الثورة الفرنسية، ويقال إن الثوار أطلقوا عليها المدفعية مثلها مثل العديد من الكنائس التى كانت بالنسبة لهم رمزًا لظلم رجال الدين فى فترة العصور الوسطى المظلمة، لكن تم بناؤها وترميمها مرة أخرى.
فى الحقيقة كانت «نوتردام» شاهدًا على عمليتى تتويج عظيمتين، الأولى للملك بلانتاجنيت هنرى السادس ملك إنجلترا وفرنسا الذى كان وريث الملك تشارلز السادس، ثم تتويج الإمبراطور نابليون الأول فى ٤ ديسمبر ١٨٠٤ بحضور البابا بيوس السابع، الذى وضع التاج بنفسه على رأس نابليون، وكذلك على رأس الإمبراطورة جوزفين دى بوهرنيس، وهو ما دفع نابليون لإهداء الكنيسة صليبًا برونزيًا ضخًما يقبع فى مدخلها لكسب تأييد المتدينين له، كما أنها صمدت أمام حربين عالميتين، وهى التى قرعت الأجراس إيذانًا بانتهاء الحرب العالمية الثانية.
وتعنى «نوتردام» بالعربية «سيدتنا العذراء»، وفى داخلها تقع الغابة أو la forêt، وهى هيكل على شكل غابة من الأشجار، مكون من أعمدة خشبية متداخلة وكل عمود من شجرة مختلفة، وطولها ١٠٠ متر وعرضها ١٣ مترًا، ومكانها تضيئه الشموع والمصابيح القديمة خافتة الضوء، فتشعر فعلًا بأنك فى العصور الوسطى وسط الأيقونات واللوحات والمستلزمات الدينية، لذلك فإن «نوتردام» تحفة فنية وأثر تاريخى لا يقدر بمال.
بجانب الكاتدرائية مبنى أثرى ملحق بها، علمت أنه مكان يعيش فيه الكهنة والقساوسة ويعقدون فيه الاجتماعات الخاصة بالأمور الدينية والإدارية الخاصة بـ«نوتردام»، وهو بيت أثرى مساحته ليست كبيرة، وخارج «نوتردام» ساقتنى قدماى إلى مكان لا يبعد عنها كثيرًا، ولاحظت أنه جديد، إلى حد ما، ولا يعود للعصور الوسطى مثل بقية مكوناتها، دخلت المكان ورأيت سلمًا طويلًا يقودك للأسفل، ورأيت سائحين يصعدون وينزلون منه، ودفعنى فضولى لخوض التجربة والنزول للأسفل.
مكان يحتوى على صور كثيرة وأسماء أكثر، صور لشباب وأطفال وشيوخ ونساء وأسر كاملة، لأكتشف بعدها أنه نصب تذكارى لضحايا الترحيل القسرى، الذى مارسه الزعيم النازى «هتلر» وجنوده ضد اليهود الفرنسيين فى الحرب العالمية الثانية التى تقدر بعض المصادر أعدادهم بـ٢٠٠ ألف ضحية ليسوا جميعًا فرنسيين، بل يهودًا أوروبيين لجأوا إلى فرنسا، لكنهم لم يتصوروا أن الموت سيطاردهم هناك.
النصب التذكارى لشهداء الترحيل أو Mémorial des Martyrs de la Déportation صممه المعمارى الفرنسى الشهير جورج هنرى بينجوسون، وافتتحه الرئيس الفرنسى الأسبق شارل ديجول عام ١٩٦٢، وفى الداخل سرداب به ممرات ضيقة عديدة مضاء بإضاءة خافتة، بداخل جدرانه بعض رفات هؤلاء الضحايا وبجانبهم لوحات كبيرة تحكى عنهم، وفى أرضية أحد الممرات كتب عبارة تقول «لقد نزلوا تحت الأرض ولم يعودوا».
فى بعض الأحيان لا يسمح بدخول كل الزائرين نظرًا لضيق المكان بالأسفل، ما يضطر المسئولين لتنظيم طوابير، حتى لا يُحدث الزحام فى الأسفل أزمة.على أحد الجدران صور لفتيات شابات منهن «لويزا» الفتاة اليهودية الفرنسية التى كانت فى المرحلة الثانوية وكانت متفوقة وتخوض بها مدرستها- التى كانت تقع فى الحى الثامن عشر- المسابقات مع المدارس الأخرى لتفوز دائمًا، وكانت تُعرف بالنابغة، وكان الجميع يعتقدون أنها ستكون أحد علماء فرنسا فى يوم من الأيام، ولكن حياتها انتهت نهاية مأساوية هى وأسرتها فى المحرقة النازية، وخلدت مدرستها اسمها وقصتها حتى اليوم، وصورها فى نصب ضحايا الترحيل القسرى تدل على أنها كانت فتاة جميلة ومرحة وذكية.
الغريب أننى قابلت أصدقاء مصريين عاشوا فى باريس أكثر من ثلاثين عامًا ولم يعلموا شيئًا عن هذا النصب التذكارى، وكانوا يظنون أنه مبنى إدارى تابع للكاتدرائية، وعلمتُ من صديق فرنسى، يعمل أستاذًا فى جامعة باريس، أن هذا النصب كان مُتعمدًا أن يُنشأ مجاورًا لـ«نوتردام»، تبجيلًا للضحايا الذين رحلوا قسريًا نحو المجهول على يد الجيش النازى.
تستطيع أن تختصر باريس فى مبنى، تستطيع أن تختصر الإنسانية فى مبنى، تستطيع أن تضع عشقك كله فى مبنى يمنحك الطمأنينة والسلام، ويُدخل إلى قلبك المحبة والسرور، هذا المبنى هو كاتدرائية «نوتردام» قِبلة محبى الإنسانية وراغبى العيش المشترك فى سلام.
تحية إلى «نوتردام» العتيقة، وتحية لمن هرعوا إلى التبرع من أجل إعادة ترميمها، وتحية لمن أدمت مشاهد احتراق جزء منها قلوبهم، فهى قلوب تتوق عشقًا للإنسانية التى لا تعرف فرقًا بين مسلم ومسيحى، بين أبيض وأسود، بين رجل وامرأة.. كلنا متساوون أمام الله.. متساوون فى الحقوق والواجبات.
قُبلة إلى «نوتردام».. وقُبلة على جبين السيدة العذراء.