رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة ملش تكتب: المرأة فى التنظيمات الإرهابية.. «كله ماشى»


لا يعنى وقوف النساء فى الكواليس انعدام تأثيرهن.. هذا بالضبط ما يتبناه الإخوان وغيرهم من التنظيمات الإرهابية.. التى هى فى الأساس تحتقر المرأة، وتقلل من شأنها، ولكنها فى الوقت ذاته تحتفظ بهذه الورقة لوقت الحاجة أو حتى إشعار آخر، كما أنهم يعرفون أنها ورقة رابحة يكسبون بها عند الحاجة إلى مكسب لن يتحقق إلا عن طريق امرأة، فالنساء عندهم مهمشات طوال الوقت يتزوجونهن أو يمارسون الجنس معهن دون زواج، بحجة أنهن فى حالة جهاد، وأن الله حلل ذلك للمجاهدين، كما يدعون، فهم يحرمون ما أحله الله، ويحللون ما حرمه، حسب المصلحة والمزاج.. ولكن مفيش مانع من الدفع بهن للقيام بعمليات انتحارية، وقتل الأبرياء، والنطق بالشائعات والأكاذيب لتحقيق أهداف من بينها تشويه الدولة.
ففى أواخر معركة الموصل وعندما تم تضييق الخناق على تنظيم داعش المتطرف، لجأ التنظيم إلى تجنيد نساء انتحاريات، حيث لم يبقَ الكثير من الرجال، وهو نفس الشىء الذى جعل التنظيم يدفع بسيدة للهجوم على كاتدرائية نوتردام فى باريس، عندما حاولت جهادية تنفيذ عمل إرهابى يستهدف الكنيسة الأشهر فى فرنسا، وذلك بسبب ملاحقة الشرطة الفرنسية للرجال، الذين يشتبه فى انضمامهم للتنظيمات المتطرفة، فإن النساء هناك لا تحظى بمثل هذه الملاحقة، كما أن الفرنسيين من الشعوب التى تحترم المرأة بشدة وتتعاطف معها، وهو ما يجعل حركة السيدة أسهل من الرجل، وهو ما جعلهم يستعينون بسيدة لمهاجمة نوتردام، ولكن الهجوم كان فاشلًا.
وبالمثل.. يستخدم تنظيم الإخوان الإرهابى النساء دائمًا، ففى المظاهرات كانت تسير السيدات والفتيات فى النصف الثانى من المسيرة يتقدمهن الرجال، والمظهر العام للمظاهرة يقول إنها سلمية، حيث لا يحمل الرجال شيئًا غير أعلام التنظيم وصور المرشد العام ومرسى، ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن دور النساء فى الخلف ليس فقط السير وترديد الهتافات، بل كان حمل مختلف الأسلحة فى الشنط اليدوية الخاصة بهن، وبين طيات ملابسهن الفضفاضة، وإمداد المتظاهرين من الرجال بها بين الحين والآخر، ولذلك فإن مظاهرات الإخوان كانت مسلحة على عكس ما يدعون.
وكما حدث فى كنيسة نوتردام فى باريس، فقد دفع التنظيم الإخوانى فى مصر بفتاة دخلت إلى سجن أكتوبر الأسبوع الماضى، بحجة زيارة والدها وشقيقها وخطيبها المسجونين على ذمة قضايا إرهاب، بينما هى تحمل فى طيات ملابسها ثلاثة سكاكين للقيام بعملية إرهابية، وتنفيذ عملية طعن مثلما العمليات السائدة الآن فى أوروبا والولايات المتحدة، فباغتت ضابطين بالسجن وطعنتهما طعنات نافذة، واعترفت بالتحقيقات، التى أجريت وما زالت تجرى معها، أنهما كافران، وأرادت قتلهما، لأنها كانت تجاهد فى سبيل الله.. وهنا استخدم التنظيم فتاة، ولم يستخدم رجلًا لسهولة تحركها ودخولها للسجن دون تفتيش دقيق لأنها امرأة.
وفى نفس التوقيت دفع الإخوان بسيدة أخرى لتتحدث عن ابنتها المختفية زبيدة، وتحدثت السيدة لوسيلة إعلام أجنبية لضمان الانتشار العالمى وضمان ترويج القصة فى المحافل الحقوقية الدولية، والاختيار وقع على سيدة لسرد قصة سيدة أخرى هى ابنتها مختفية قسريًا، وأنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب على يد عناصر الأمن المصرية وطالبت السلطات بكشف مصير ابنتها وفى أى سجن توجد، وروجت وسائل إعلام إخوانية وقطرية القصة بشكل كثيف، فى نوبة استخدام التنظيمات الإرهابية للنساء بشتى الطرق، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، أصبحت قصة خداع وكذب على غير ما كانوا يرغبون، بعد أن ظهرت زبيدة فى حوار تليفزيونى وينطق لسانها بالحق، بأنها هربت من أمها منذ عام وتزوجت ورزقها الله بطفل، وقالت عن أمها إنها «بتاعت مشاكل»، لتكشف عن زيف ادعاءات أمها وكذب رواية الاختفاء القسرى والاغتصاب والتعذيب، وتدون كذبة جديدة فى سجل أكاذيب الإخوان، والإخوان أساسًا معروف عنهم الكذب والخداع والتلفيق، فالكذب جزء من عقيدتهم كما الغدر تمامًا.
ووفقا لقصة زبيدة وأمها.. فإن ما حدث يوضح لنا مدى أهمية استخدام واستغلال النساء فى التنظيمات الإرهابية، بكل شكل ولون، كما توضح لنا أن هذا جزء أصيل فى كيفية عمل هذه التنظيمات من أول الإخوان إلى داعش وما بينهما من تنظيمات أخرى، وأن هذه التنظيمات كلها تعمل بنفس الآلية.
فالمرأة بالنسبة لهم كائن خلق من أجل خدمة الرجال المجاهدين، من أول الجنس وحمل الأسلحة وتخبئتها، مرورًا بالقيام بتعذيب النساء الأخريات وتأديبهن، كما يحدث فى العراق وسوريا، وكذلك استخدامهن كانتحاريات وأمور القتل وقت اللزوم وعندما يقل عدد الرجال أو عندما يصعب على الرجل القيام بمهمة ما، إلى ترويج الشائعات وجذب التعاطف العالمى للتنظيم وتشويه الدولة.